موقع: تدهور ميناء عدن وفساد يكاد يجهز على الميناء بالتزامن مع تراجع مخيف في نشاطه الملاحي
يمنات
بات ميناء عدن ذو الموقع الاستراتيجي الهام، و الذي يربط بين أهمّ الخطوط التجارية العالمية، اليوم، في أمسّ الحاجة إلى إدارة مركزية عاجلة، للتدخّل وإنقاذ هذه المؤسّسة العريقة من الانهيار.
و رفد المؤسّسة بكادر قيادي متخصّص، تفتقر له قيادة المؤسّسة الحالية، وسط مناشدات عاملين في الميناء المسارعة في حصر عام لموارد المؤسّسة، التي تتعرّض لعبث مالي.
قال موقع “العربي” إنه حصل على وثائق تؤكد أن ميناء عدن أصبح عاجزاً عن دفع مرتّبات موظّفيه للأشهر القادمة.
و نقل الموقع، عن مصادر في مؤسّسة موانئ عدن، إن مئات الملايين أهدرت بعد الحرب تحت مسمّى “صرفيات” غير قانونية، كالمجهود الحربي، حيث صرف مبلغ يتراوح بين 2 و5 مليون ريال للشخص الواحد على دفعات متتالية، دون إصلاح ما ألحقت به الحرب من دمار في دوائر المؤسّسة، كالدوائر الفنية التي تهدّمت بشكل كلّي، إضافة إلى خراب في التيجان المرشدة لدخول البواخر دون محاولة إصلاحها، و هو ما كان ينبغي معه أن تحول تلك الملايين لإصلاح التيجان، عن طريق شراء قطع غيار لها، أو حتّى شراء تاج جديد.
و حسب الموقع، لا تمتلك موانئ عدن تاجاً بحرياً لا يتعدّى تكلفته 4 مليون دولار، حيث تقوم باستئجار التاج البحري التابع لشركة مصافي عدن، بمئات الدولارات عن كلّ حاوية.
و أشار الموقع، أن هناك سرقات تمّت بعد الحرب، و تمّ تدمير الكثير من الأصول دون أن تحرّك قيادة الميناء ساكناً، ناهيك عن سحب مبلغ قدره 4 مليون دولار، من شركة عدن لتطوير الموانئ، دون أن يبذل أي جهد في تقنين الصرفيات.
و أوضح أن إدارة الميناء تطالب حالياً بسحب 12 مليون دولار، مودعة باسم المؤسّسة لدى البنوك، مشيراً إلى أن استمرار الحال كما هو عليه سيؤدّي إلى تصفير حساب المؤسّسة و الشركة معاً.
و حذّرت مصادر ملاحية من انهيار بات وشيكاً لميناء عدن للحاويات، بعد مغادرة معظم التجّار الميناء وتراجع النشاط فيه بنسبة تزيد عن 70%، مقارنة بأكثر من خمسة أشهر من الآن، حينما كان النشاط في ذروته، حيث لم تهتم الإدارة بإعداد أي خطط تسويقية، لجذب الخطوط الملاحية الكبرى، لميناء عدن بعد الحرب. حسب الموقع.
و تفاقمت الصعوبات المالية في مؤسّسة موانئ عدن، بسبب عدم تحصيل إيجارات جميع الأراضي المؤجّرة للغير، ومشاكل تحصيل المديونيات الضخمة لبعض الشركات الملاحية التي تم تجميد تحصيلها منذ فترة طويلة، ناهيك عن عدم توريد قطع غيار للقطع البحرية المهمّة، ما تسبّب في خروجها عن الخدمة، كما هو الحال مع التاجات، حيث أصبح الميناء اليوم يعمل على تاج واحد فقط مؤجّر من المصافي.
و تؤكّد جميع المؤشّرات اليوم إلى أن الإدارة الأخيرة لميناء عدن هي الإدارة الأسوأ، منذ أوّل سفينة رست فيه، بإجماع الموظّفين والخبراء العاملين في الميناء، أو المرتبطين بنشاطه وأعماله. فلم يحافظ الميناء على أدنى مستويات العمل الطبيعي التي كان عليها خلال العقدين الماضيين، رغم دنوّها نتيجة فساد وعبث ممنهج، فهل تسارع الحكومة إلى رفد الميناء بعقلية اقتصادية وإدارية تنقذها من الإنهيار..؟
و نشر الموقع كشف لتدهور النشاط الملاحي والتجاري في الميناء، على النحو التالي:
العام عدد السفن
2013 1351
2014 1153
2015 406
2016 452